تعتبر عمالة الأطفال قضية مقلقة في العراق حيث اشارت التقارير ان هنالك ما يقارب 900,000 طفل يعمل في سن مبكرة، الفقر والنزوح ونقص الفرص التعليمية هي بعض العوامل التي تدفعهم العمل المبكر بالاضافة الى اضطرارهم إلى إعالة أسرهم ماليا، وهذا الشيء يوثر على حقهم في الوصول الى التعليم والطفولة الآمنة والتي حق من حقوق الانسان.
في هذه المقالة سنتكلم عن تأثير عمالة الاطفال على رفاهيتهم ونموهم في العراق.
أثر عمالة الأطفال على التعليم:
ان اشراك الأطفال في العمل في وقت مبكر من حياتهم يحد من وصولهم إلى فرص التعليم والتطور الجيدة، مما يبقيهم محاصرين في دائرة الفقر واحتمالية استمرارها عبر الاجيال القادمة.
عندما يعمل الأطفال في سن مبكرة ولساعات طويلة، يُصعب عليهم الذهاب إلى المدرسة بانتظام، مما يؤدي إلى قلة الوقت المتاح للتعليم وفقدان القدرة على تعلم مهارات مهمة وإكمال الدراسة. وبسبب هذا الجدول الزمني المشغول، يعاني الطلاب أيضًا من ضعف الأداء المدرسي وعدم التركيز بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، يكون لديهم وقتًا أقل لإنجاز الواجبات المنزلية والدراسة، مما ينتج عنه تراجع في الأداء الأكاديمي.
هذا النقص في التعليم يعيق نموهم بشكل عام ويحد من فرصهم المستقبلية، وكما قال "غلام اسحق زي" نائب الممثل الخاص، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق: "يجب أن يتعلم الأطفال ويلعبون لا أن يعملوا، إنهم يستحقون الفرص التي تسمح لهم بالازدهار وبناء مستقبل واعد ".
ان الافتقار الى التعليم بسبب عمالة الاطفال يقيد انواع الوظائف التي يمكن العمل بها في المستقبل، لاسيما تلك التي تقدم اجوراً اعلى وظروف عمل افضل وهذا يعيق الاستقرار الاقتصادي ويديم دورة الفقر.
زيادة التعرض للاستغلال وسوء المعاملة والتعرض للخطر، وقد يتعرض الطفل للأذى الجسدي والعاطفي والنفسي والتي يمكن ان تؤثر بشكل سلبي على رفاههم العام ويخلق حواجز إضافية امام التعليم ويعيق النمو الشخصي والاجتماعي.
الآثار العاطفية والنفسية:
هنالك العديد من الاَثار النفسية على الاطفال والتي تتلخص في:
الانخراط في العمل في سن مبكرة يعيق التقدم الأكاديمي للأطفال حيث يحرمهم العديد من الفرص التعليمية، بالاضافة الى ان مسؤولية العمل تتطلب منهم اعطاء الأولوية للعمل على التعليم، وهذا الشيء يؤثر أيضاً على قدرتهم في التركيز على دراساتهم من خلال توفير وقتهم وطاقتهم في العمل.
لها تأثير سلبي على الرفاهية العاطفية للأطفال حيث ان اشراك الاطفال في العمل في سن مبكرة تأثير عميق على الرفاهية العاطفية للاطفال، قد تسبب الاحباط والعجز والشعور بسرقة طفولتهم والارهاق من ثقل مسؤوليات الكبار والضغوط المرتبطة بالعمل، والتي يمكن ان تؤدي الى الضيق العاطفي وفقدان البراءة.
ساعات العمل الطويلة، والضغط الجسدي، والتعرض لبيئات خطرة تساهم في التوتر والقلق، يمكن ان يؤدي الاجهاد البدني الى الارهاق والاضطرابات الجسدية، في حين ان ظروف العمل الخطرة يمكن ان تغرس الخوف والقلق بشأن سلامتهم.
ان الاطفال الذين يعملون في ظروف غير آمنة معرضون للاستغلال الجسدي والجنسي وسوء المعاملة والعنف، وقد يتعرضون للاعتداء الجسدي او اللفظي حيث يمكن ان يكون لهذه التجارب عواقب نفسية وخيمة تؤدي الى الصدمة والخوف وعدم الثقة العميق بالاخرين.
ان عدم وجود بيئة تنشئة ووقائية يؤثر بشكل أكبر على صحتهم النفسية واحترامهم لذاتهم، يمكن ان يؤدي نقص الدعم العاطفي والتوجيه والرعاية الى تفاقم مشاعر العزلة والوحدة، ويمكن ان يحرمهم ذلك من فرص التفاعلات الاجتماعية الايجابية وتطوير علاقات صحية مما يؤثر بشكل اكبر على صحتهم العقلية.
التطرق الى عمالة الأطفال في الفئات السكانية الضعيفة:
افادت التقارير التي جمعها الفريق الميداني من منظمة غير حكومية دولية، ان هنالك ما يقارب 30٪ من الأسر لديها أطفال يعملون في سن المدرسة بدلاً من الذهاب إلى اليها، وهذا يسلط الضوء على ان هنالك نسبة كبيرة من الأطفال العاملين.
ويعمل غالبية هؤلاء الأطفال كعمال بأجر يومي، مما يشير إلى مشاركتهم في وظائف مؤقتة ومنخفضة الأجر، بالإضافة إلى ذلك ، يشاركون في العمل المنزلي والبناء والعمل في الشركات الصغيرة، لسوء الحظ ، يتم القبض على بعض الأطفال أيضا في أنشطة غير قانونية مثل السرقات الصغيرة والتسول وجمع القمامة وحتى بيع الحبوب والمخدرات.
إن التصدي لعمالة الأطفال أمر بالغ الأهمية لحماية رفاهية الأطفال. فهو يحرمهم من حقهم في التعليم، ويعرضهم لظروف خطرة، ويعيق نموهم البدني والمعرفي. وعلاوة على ذلك، فإنه يديم دورة الفقر ويحد من آفاقهم وفرصهم.
ما الذي يمكن عمله لكسر حلقة عمالة الأطفال؟
يتطلب وقف عمالة الأطفال في العراق معالجة الأسباب الجذرية وتوفير حلول مستدامة. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لوقف عمالة الاطفال:
قوانين قوية وتفيذها: يحتاج العراق إلى قوانين واضحة تحظر عمالة الأطفال وتفرض عقوبات على الانتهاكات.
نشر التوعية: تحضير جلسات توعية حول الآثار الضارة لعمل الأطفال وتعزيز أهمية حقوق الأطفال والتعليم.
تحسين فرص الحصول على التعليم: جعل التعليم في متناول جميع الأطفال، من خلال الاستثمار في المدارس والمعلمين والموارد، تقديم حوافز مثل المنح الدراسية والوجبات.
التخفيف من حدة الفقر والدعم المادي: مساعدة الأسر المحتاجة من خلال تنفيذ البرامج التي تقدم المساعدة المالية وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وضمان بقاء الأطفال في المدرسة.
الممارسات التجارية المسؤولة: تشجيع الشركات على رفض عمالة الأطفال وتعزيز معايير العمل العادلة من خلال الشراكات.
خدمات حماية الطفل: إنشاء وتعزيز الخدمات التي توفر الدعم والمأوى وإعادة التأهيل للأطفال المتضررين من الاستغلال في العمل.
التعاون الدولي: العمل مع المنظمات الدولية وتبادل الخبرات مع البلدان الأخرى للتعلم من الاستراتيجيات الناجحة في القضاء على عمالة الأطفال.
ملاحظة: يرجى زيارة الرابط المقدم للوصول إلى خريطة الخدمة الرسمية الخاصة بــــ(سمعت بهذا)، والتي تحتوي على معلومات حول الخدمات المتاحة لتعليم الاطفال وحمايتهم.
المصادر:
ضعوا حدا لعمل الأطفال في العراق
تقرير من اليونسيف لحماية الاطفال من عمالة الاطفال
مقالة من قناة اخبارية عن الخطر الداهم دون حقوق أو حماية الاطفال
اذا كانت لديكم المزيد من الاسئلة او الاستفسار عن معلومات لم يتم ذكرها في المقالة، يمكنكم التواصل مع فريق سمعت بهذا مباشرة في ايام الاحد الى الخميس من الساعة 9 صباحاً حتى ال4 عصراً، من خلال المنصات التالية:
رسائل الواتساب على الرقم 07518005244
كما يمكنكم البحث عن الخدمات الانسانية في محافظتكم من خلال خارطة الخدمات الانسانية، ويمكنكم النظر في الاسئلة الأكثر شيوعاً من خلال الرابط هنا
نود ان نعرف آرائكم في المعلومات التي نقدمها، يمكنكم الاجابة على الاسئلة بالضغط هنا، يستغرق الاستبيان 5-10 دقائق